حلب- نصر للملالي، كارثة للإنسانية.

المؤلف: خالد السليمان08.12.2025
حلب- نصر للملالي، كارثة للإنسانية.

صرّح آية الله إمامي كاشاني، الخطيب المتشدد لصلاة الجمعة في طهران، بأن المسلمين قد حققوا انتصاراً عظيماً على الكفار في حلب. هذا التصريح ليس بمستغرب أبداً من قبل رجال الدين المتطرفين الذين يرون الأحداث الجارية في المنطقة على أنها معركة مقدسة، تمهّد الطريق لظهور المهدي المنتظر. لكن الأمر المثير للدهشة والاستنكار، هو كيف يمكن اعتبار دفن الأطفال الأبرياء تحت الأنقاض وارتكاب المجازر الوحشية انتصاراً على الكفار!

في مفهوم هذا التكفيري المتعصب، يعتبر كل من لا يتبع مذهبه كافراً، حتى أولئك الشيعة الذين لا يلتزمون بتعاليم مذهبه المتطرفة. وبالتالي، فإن جميع السوريين السُنة يُعتبرون كفاراً مباح دمهم في نظره!

إن ما يحدث على أرض الواقع هو في الحقيقة تجسيد لسيناريو يهدف إلى تحقيق العناصر والمكونات الأساسية لنبوءة ظهور الإمام الغائب. وهذا يتوازى مع أهداف اليمين المسيحي المتطرف في أمريكا، الذي يسعى جاهداً لتحقيق نبوءة عودة المسيح لإقامة مملكة الألف عام، والتي سيتم فيها القضاء على جميع الكفار. وهذا ما يفسر دعمهم المطلق لفكرة وجود إسرائيل وإعادة بناء الهيكل، حيث يرون أن تحقيق هذه النبوءة لا يمكن أن يتم دون إنجاز ذلك!

إن سقوط حلب ليس سوى خطوة متقدمة على طريق تحقيق الأهداف الإيرانية التي تخضع لسيطرة وهيمنة رجال الدين المتطرفين. ومن يظن أن المطامع الإيرانية ستتوقف عند القضاء على الثورة السورية فهو واهم. فالمسألة أعمق بكثير من مجرد دعم نظام حليف في دمشق أو مساندة حزب مقاوم في لبنان، فإسرائيل لم تكن سوى ذريعة سانحة لتبرير بناء هذا المشروع الإقليمي الضخم!

إن المغفلين والساذجين وحدهم هم من ينادون بالابتعاد عن أحداث المنطقة وعدم التدخل فيها، فالحدود قد تم اختراقها بالفعل، والدماء قد أريقت بغزارة، والمؤامرة باتت أوضح من الشمس في رابعة النهار، والضبع الإيراني المفترس قد ازداد شراسة وجشعاً بعد أن التهم الثور الأبيض!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة